كريزما فرقه لبنانيه جديده

بيروت: منال جوهر
انضمت فرقة جديدة الى قائمة الفرق الغنائية اللبنانية، حملت عنوان «كاريزما» وطرحت اول البوم لها في الاسواق بعنوان «قولي». ميزة الالبوم انه يضم اغنيات اسبانية وعربية وانكليزية، تبتعد في مضمونها عن قصص العشق والغرام واعتمادها على اسلوب الخطاب المباشر والجمل القصيرة المترابطة والدائرة حول موضوع واحد بكل تشعباته.
«الشرق الأوسط» التقت مؤسس الفرقة مدرب الرقص السابق ديمتري حداد الذي اعرب عن حلم الفرقة بالوصول الى العالمية شرط ان تبدأ من الجمهور العربي، معلناً ان لجوءه الى العنصر الانثوي في الفرقة يرجع الى عدم قدرة الشبان على الالتزام بمتطلبات التدريب والتحضير لرغبتهم في الوصول بسرعة. وأكد حداد ان عنوان «كاريزما» هو الجرأة وليس الوقاحة في كل شيء تقدمه للناس. واشار لـ«الشرق الأوسط» عن مدى تأثره بالفنان زياد الرحباني الذي «يكتب ليعبر عن نفسه وليس ليبيع». وتوقع ان تتعرض فرقته للنقد، معلناً تقبله الامر لها بصدر رحب لأنه لا يهدف الى ارضاء كل الناس، بل يطمح الى تقديم عمل متكامل بتقنيات محترفة. وفي ما يلي نص الحديث:
* بالنظر الى عملكم يلاحظ ان الاسطوانة المدمجة CD تتضمن اغنيات بعدة لغات تجمع الاسبانية والعربية والانكليزية، ما السبب؟
ـ صراحة عندما قررنا الغناء اردنا ان نعمل بلغات مختلفة وليس فقط العربية، لان هناك شيئا اسمه العولمة. فالجمهور العربي لا يسمع فقط اغنيات عربية، يوجد قسم لا بأس به يفضل الانكليزية. وحالياً هناك توجه وانفتاح على اللغة الاسبانية. لذلك قررنا الجمع بين كل هذه اللغات في عملنا لنجذب اكبر عدد من المستمعين.
* اي انكم تطمحون الى العالمية، لكن كيف يمكنكم تحقيق ذلك في خضم الأعداد الكبيرة من الفرق والمطربين المنتشرين في العالم؟
ـ لقد اثبت المطربون العرب قدرتهم على منافسة الغرب وتوسيع رقعة مستمعيهم. لكن كل ذلك يعتمد على العمل ومدى المجال المفتوح امامه للانتشار. مثلاً هناك شركات انتاج عربية لا تتعاقد الا مع اذاعات تبث باللغة العربية، لكن لو وسعوا دائرة تعاونهم لتمتد الى اذاعات محلية تبث بالاجنبية فإن ذلك سيجعلهم يصلون الى الشباب بسرعة اكبر. اما بالنسبة الينا فاننا سنبدأ على نطاق الجمهور العربي لنستقطب الفئة التي تميل الى الموسيقى الغربية وعندما ننجح فإن جمهورنا العربي المنتشر في الغرب هو الذي سيفتح امامنا الابواب تلقائياً لنصل الى هدفنا المنشود. خاصة انه لا توجد شركة انتاج محلية تستطيع ايصال المطرب الى العالمية بل ان ذلك يعتمد على مجهوده وعمله.
* بدأت بتدريب فرق راقصة ثم انتقلت الى تكوين فرقة غنائية توقف عملها بسبب المصاعب المادية وصولاً الى «كاريزما».. كيف تفسر هذا الانتقال؟
ـ اي شخص يتطور لا محال ولا يمكن ان يبقى مراوحاً في مكانه. وعندما بدأت مدرب رقص كان حلمي تشكيل فرقة كبيرة تؤدي رقصات غربية وشرقية، لكنني فوجئت بعدم تقدير الناس لمن يمتهن الرقص لأن التركيز للاسف على المفاتن وليس على المواهب والتقنيات الفنية. وقد زاد الامر سوءاً بعد وصول موجة راقصات شرقيات من اوروبا، واللواتي رغم خبرتهن اسأن الى كل ما يسمى فن الرقص في لبنان. لذلك قررت ان اطور نفسي واخترت الغناء لانه، اضافة الى الرقص، سيعطيني نواة فرقة فنية استطيع ان اشتغل عليها.
* اذن لماذا انتظرت كل هذه الفترة لتشكيل فرقة «كاريزما»؟ هل كنت بانتظار ما ستتمخض عنه تجربة الـ«4Cats» لتقرر ماذا ستفعل؟
ـ اذا عدت الى الوراء ترين ان وجودنا كفرقة كان سابقاً لوجود «4Cats» بأغنية «صرت آخر همي» التي قدمتها فرقتي الاولى وعرضت على الـMTV، لكن وبسبب حجم الفريق الكبير صادفتنا صعوبات مادية، فاضطررت الى فرط عقده والتفكير بتقليص العدد واحتاجني الامر سنة ونصف السنة من التحضيرات للوصول الى النتيجة التي سيسمعها الناس في الـCDالا انني لا اخفي اعجابي بـ«4Cats» كما لا انكر حقيقة انهم فتحوا ابواباً كثيرة لكل شخص يفكر بانشاء فرقة غنائية.
* اذن لماذا التركيز على الفتيات كعنصر رئيسي في الفرقة الى جانب حضورك انت؟
ـ صراحة كنت ابحث عن صيغة اقدم بها فريقاً قوامه 3 فتيات وشابين، لكنني وبعد التجربة اكتشفت ان الشباب اللبناني لا يحتمل ضغط التدريب المكثف لانه يفضل الشهرة السريعة من دون جهد. اضافة الى ان الاحوال المادية الصعبة لا تسمح للشباب بتكريس جزء كبير من وقتهم في التدريب والعمل للوصول الى الشهرة. اما بالنسبة للفتيات فيختلف الامر كلياً، اذ انهن اكثر التزاماً وتقبلاً لشروط العمل الصعبة ناهيك من ان المسؤوليات الملقاة على عاتقهن اخف وطأة من تلك الملقاة على كتف الشباب.
* بالعودة الى ما قلته نفهم انك كنت تبحث عن فرقة مفردة العدد، لماذا لم تفكر بتشكيل فرقة قوامها شابان وفتاتان مثلاً؟
ـ صراحة كنت ابحث عن فريق وليس عن مجموعة اشخاص قد يوحون للمشاهد بأنهم ازواج فيبدأ بربط علاقات وهمية بين افرادها.
* المستغرب انك تريد تنظيم فرقة رغم ما نراه عالمياً ومحلياً من انفراط عقود الفرق المختلفة ونذكر مثلاً «فتيات البهار» و«القطط الاربعة»؟
ـ لا نريد ظلم فريق «4Cats»، إذ ان ابقاء فريق متماسك في ظل كل المشاكل والمسؤوليات لمدة 3 سنوات امر عظيم جداً.
* كيف ترى بأن 3 سنوات امر عظيم رغم ان العمل الفني يجب ان يفترض الاستمرارية والتواصل؟
ـ كل شيء يخضع للتطور والتقدم، حتى الفرق، وفي هذا الاطار يمكن ان يكون التطور في ادخال عناصر جديدة الى الفرقة او العكس. كما انني لست مع تنميط الفرقة، اذ لا استبعد الاشتراك مع مطربين آخرين في الشريط الجديد الذي نعمل على تحضيره.
* كيف تم اختيار اعضاء الفرقة للتأقلم مع مبدأ المجموعة وليس حب التفرد الموجود في داخل كل فرد؟
ـ احتجنا الى 3 اشهر لاجراء التجارب المختلفة اذ كنا نريد فتيات جامعيات يمتلكن الطلة المناسبة للوقوف على المسرح وقدراً لا بأس به من جمال الصوت. واكثر ما شددنا عليه هو ضمان الانسجام بين الفتيات للحصول على فرقة هي بمثابة وحدة عضوية متكاملة ومتماسكة. فوقع الاختيار على غلاديس شلهوب التي بقيت معي من الفرقة السابقة ثم ريما طوطح القادمة من مصر وتملك معرفة لا بأس بها بالغناء. اما ساشا العضو الثالث في الفرقة فقد كان انضمامها صدفة اذ كنا نبحث عن فتاة شقراء لاستكمال الصورة وفوجئنا بها سمراء خلاسية الا ان قدرتها على الاندماج وموهبتها في الغناء جعلتنا نتغاضى عن هذا الشرط.
* يلاحظ اعتمادكم على طلات مفرطة في الجنوح نحو الصرعات الغربية ما السبب؟
ـ بصراحة عنوان «كاريزما» الرئيسي هو الجرأة وليس الوقاحة. وكل ما نقوم به هو البقاء كما نحن وارتداء ما يعجبنا من دون ان يطغى اي فرد على الآخر.
* في بداية الحديث قلت انه لا توجد شركة انتاج تساعد الفنان في الوصول الى العالمية، فكيف جاء اختيارك لشركة «ريلاكس إن»؟
ـ السبب ان شركات الانتاج لم تجرب ان تفهم ماذا نريد ان نقول بل كانت تحاول تغييرنا لنتلاءم مع النمط المعتادة على ترويجه، على عكس «ريلاكس إن» التي ابدت استعداداً لدعمنا وتقبلنا كما نحن وهكذا كان.
* من يقرأ الـCD يلاحظ انك توليت كتابة الكلمات كاملة ويرى انها مليئة بالخطاب المباشر وبعيدة جداً عن التمنيق والكلمات المقفاة او الرومانسية المفرطة.. بمن تأثر ديمتري حداد ليصل الى هذه النتيجة؟
ـ بصراحة انا اهدف الى ايصال رسالة معينة عبر كل اغنية، اعترف انه من الصعب ان تنجح كل اغاني العمل، لكنني ارى ان النتيجة ستكون رائعة في حال وصلت اغنيتان على الاقل الى المستمعين وفي هذا الاطار تأثرت بالفنان زياد الرحباني، فهو صاحب جرأة وبساطة فاجأت الناس، وأكذب اذا قلت انني لم اتمثل به، لانه فنان بكل معنى الكلمة، اذ انه لا يكتب ويغني ليبيع بل ليعبر عما في نفسه. ورغبة مني في التعبير عما في داخلي كتبت اغاني الشريط لكن ذلك لا يمنع اعتمادي اغنيات كتبها غيري شرط ان تصب في نفس الهدف الذي اريده وإلا فلا.
* توليت كتابة الاغنيات ولحنت بعضها اضافة الى ملحنين آخرين، هل كنت تصبو الى ضمان الفرادة ام ماذا؟
ـ نعم فكل من تعاملنا معهم في «قولي» كانوا يشتغلون لاول مرة في الدول العربية وذلك كي لا يقال عن أي اغنية قدمناها انها تشبه ما يقدمه غيرنا.
* كل هذه المواقف والآراء الا تجعلكم تخشون من كثرة الانتقادات؟
ـ اقول منذ الآن اننا سنتعرض للكثير من الانتقادات، لا سيما ان هناك كثيراً من الاشخاص الذين لن يفهمونا. لكنني غير متضايق فأنا لا اهدف الى ارضاء كل الناس، الامر مستحيل. الا انني اؤكد ان الجميع وحتى من سيعترض علينا سيبدي اعجابه بعرضنا المسرحي لانه مشغول على مستوى عالمي.